كم أشفق عليك ياقلبى الصغير كنت تعيش فى هدوء وسلام لم تكن تدرى ما يخبئه لك الزمان فأصابتك طعناته الغادره وأثخنتك الجراح الكثيره فمنها ما أندمل ومنها ما زال ينزف دماء تبحث عمن يضمد جراحك لكنك لا تجد فأمتلئت أركانك بالدماء المختلطه بالدموع التى تذرفها ليس على تلك الجراح الغائره لكن على من كانوا يعيشون داخلك وظننت فى يوم من الأيام أنك تسكن فى قلوبهم تشاركهم أفراحهم وأحزانهم حتى جاء يوم المواقف الجريئه حيث تتضح الأمور وتنجلى الحقيقه فتخلى عنك الجميع وتركوك بمفردك وحيدا تواجه الصعاب
تقف فى مكانك لا تبرحهه تنظر حولك الى المكان الخالى الذى كان يكتظ منذ قلائل بمن أسميتهم يوما ما الأحباء والأصدقاء فتنساب منك دمعه حزن ليس على فراقهم لكن على أيام عشت فيها سعيدا ومخدوعا وتسائلت فى ذاتك هل الأفضل أن تعيش فى سعاده مزيفه أم أن تعانى داخل الحقيقه المره ؟ وبحثت عن الجواب فلم تجد ووقعت فى حيره جعلت دموعك تسيل بغزاره تجرى فى طريقها باحثه عمن يجففها تسقط على جراحك التى لا تنفك تزداد جرحا تلو الآخر فلا تدرى علام تبكى على جراحك أم على همومك أو حتى على خداعك
ووسط كل تلك الأنهار السائله من الدموع والدماء وجدت يدى ترتفع لتجفف دموعك وتضمد جراحك وتطمئنك ياقلبى فحينما تبكى سأجفف دموعك وحينما تدمى سأضمد جراحك وحينما تحزن لن تجد سواى ليواسيك فأطمئن ياقلبى أنت لست وحيدا وتلك الجراح ليست علامه ضعف بل هى قوه فالحديد قبل أن يتشكل يطرق عليه كثيرا فيصبح أكثر صلابه فى مواجهه الصعاب ودموعك تلك ستتوقف لأنك أصبحت تعلم الأن أنهم لا يستحقون أن تذرف الدمع لأجلهم وأحزانك هى كالنار التى تصفى الذهب وتنقيه من الشوائب فيخرج ذهبا نقيا لا تختلط به الشوائب بعد اليوم
والأن لا تبكى على من تركوك بل أبحث عمن يستحقوك ويستحقوا أن يملاؤا أركانك وأرجائك وكل ما حدث لك هو مجرد خبرات وتجارب تستفيد منها فى حياتك القادمه والأن ليس عليك سوى الأنتظار وأعلم يقينا أنك هذه المره لن تخطىء الأختيار
نعم ياقلبى لن تخطىء الأختيار