خنفساء تهدد المشروع العملاق لهاني عازر في ألمانيا
برلين ـ مازن حسان:
يواجه المهندس المصري الشهير هاني عازر مأزقا جديدا من نوعه في مشواره المهني الناجح في ألمانيا.
فالحفار المصري وهو اللقب الذي اطلقه عليه الألمان بعد أن نجح بامتياز في إنهاء مشروع عملاق جديد تنفذه هيئة السكك الحديدية الألمانية في مدينة شتوتجارت عليه الآن أن يتقبل بصدر رحب غضب عشرات الآلاف من سكان المدينة الذين يعارضون المشروع ويحتشدون منذ أسابيع في مظاهرات احتجاج ساخطة لاجبار الحكومة علي وقفه. وتقوم فكرة المشروع علي هدم المحطة القديمة ونقل خطوط القطارات إلي تحت الأرض في مشروع يشمل إنشاء16 نفقا و18 جسرا ومحطات جديدة وخطوط جديدة تصل إلي المدن المجاورة, وبالطبع لم يكن هناك أفضل من هاني عازر ليدير مثل هذا المشروع الضخم. ورغم تأكيد ولاية بادن فورتمبورج للمواطنين أن المشروع سيحقق فائدة اقتصادية جمة للمدينة وللولاية كما أن هدم المحطة سيتيح مساحة كبيرة لتطوير قلب المدينة معماريا إلا أن المعارضين للمشروع وهم أكثر من نصف سكان شتوتجارت حسبما تشير استطلاعات الرأي, انتقدوا عدم إطلاعهم علي تفاصيله وخطواته. ورغم أن المتظاهرين طالبوا رئيس حكومة الولاية مابوس بالاستقالة إلا أنهم صبوا جام غضبهم أيضا علي رئيس هيئة السكك الحديدية وعلي مدير المشروع هاني عازر. فقد روجت وسائل الإعلام رواية مفادها أن عازر اراد خلق أمر واقع والمضي قدما في المشروع حتي لا يمكن وقفه بعد ذلك أو التراجع عنه. لذا اراد عازر تقديم موعد هدم احدي جوانب المحطة عن الموعد المحدد ولكنه تعرض لضغوط سياسية من قبل رئيس وزراء الولاية شتيفان مابوس فتراجع. كما أن عازر, كما يقول المنتقدون, لم يكتف بعملية قطع الأشجار الـ25 التي تسببت في صدامات بين المحتجين والشرطة, وإنما أراد قطع بقية الاشجار في حديقة القصر رغم عدم الحاجة إلي ذلك إلا بعد أربعة أشهر وفقا لتطور العمل ومرة أخري تم إقناعه بالتراجع عن ذلك. وبالطبع اثارت تلك الرواية غضب الألمان المعارضين لمشروع شتوتجارت21. ودافع مسئول الاتصالات في المشروع فولفجانج ديتريش عن عازر مؤكدا أن الهدف من خطة قطع الأشجار هو تيسير عمل الشرطة في تأمين المشروع كما أن هاني عازر كمدير للمشروع لديه ميزانية محددة وملتزم بجدول محدد ويتخذ قراراته وفقا لرؤيته من موقعه المسئول ولا تتم محاسبته من قبل هيئة السكك الحديدية الألمانية دويتشه بان. ولم يشفع ذلك لعازر, فلا يزال استياء المواطنين ومنظمات البيئة كبيرا, خاصة بعد أن ثبت أن هذه الأشجار التي تم قطعها يعيش بها نوع نادر من الخنفساء وضعته اللوائح الأوروبية تحت الحماية. وقام مواطنون ومنظمات بيئية ألمانية بتحرير محاضر ضد هاني عازر وشركة دويتشه لدي النيابة العامة في شتوتجارت التي أعلنت بدورها أنه يتم حاليا جمع كل المحاضر والنظر في مدي مخالفة عملية قطع الأشجار للقوانين. كما أعلن حزب الخضر عن طلبه تشكيل لجنة تحقيق برلمانية في الصدامات الدموية بين المحتجين والشرطة تحقق أيضا في قطع الاشجار وبالتالي في تهديد البيئة التي تعيش بها الخنفساء النادرة. والطريف في الأمر, رغم أنها قضية تناقش بكل جدية في ألمانيا, أن مكتب الاتصالات الخاص بمشروع شتوتجارت ـ21 سارع بتأكيد أنه حرص علي حماية يرقات الخنفساء النادرة قبل الشروع في قطع الأشجار وأنه تم ايداع اليرقات محطة رعاية خاصة بالحشرات تمهيدا لنقلها لمنطقة طبيعية أخري.
