29/3/2011
أثارت التهديدات التى تم ترويجها على بعض مواقع الإنترنت والفضائيات حول «تهديد السلفيين باستهداف السيدات القبطيات وغير المحجبات»، حالة من الهلع والخوف لدى الأقباط، وبالرغم من إصدار التيار السلفى فى مصر بيانا نفى فيه هذه الدعوات إلا أن الشائعة وجدت لنفسها مكانا فى الواقع فى ظل تنامى القلق من التيار السلفى.
الجدل بدأ بتصريح عادل فخرى دانيال، رئيس حزب الاستقامة، لموقع «البشاير»، أمس الأول، وقال فيه: «علمت من مصادر مطلعة أن ضباط جهاز مباحث أمن الدولة ينسقون مع المجموعات السلفية لعمل مظاهرة ضد التبرج فى الشارع، وإرهاب السيدات اللاتى لا ترتدين الحجاب والنقاب، وسيهاجمون كذلك المرتديات لحجاب غير شرعى».
وسرعان ما تناقلت المواقع الإلكترونية هذا الأمر مما أدى إلى حالة من الذعر بين السيدات والفتيات الأقباط، خاصة بعد ترويج البعض أن الأمر «سيمتد إلى إلقاء ماء نار على السيدات السافرات، واختطاف القبطيات».
واستنكر موقع «صوت السلف» ما وصفه بـ«الإكاذيب الأعلامية» ضد الدعوة السلفية، نافيا تنظيم أى مسيرات أو وقفات فى أى مكان بالإسكندرية أو غيرها، وأكد البيان أن الدعوة السلفية «على عهدها بالدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وأنها لم ولن تتعرض لغير المسلمين، والعصاة من المسلمين فى حياتهم أو فى طرقاتهم بأى نوع من الأذى».
وأضاف بيان الدعوة السلفية «الدعوة السلفية فى ظل الغياب الكامل لأجهزة الأمن لم تغير من نهجها السلمى، وتساءل: «فكيف تقوم به بعد عودة رجال الأمن؟».
ونفس النفى جاء على لسان عبدالمنعم الشحات المتحدث الرسمى باسم الدعوة السلفية بالإسكندرية خلال مداخلة هاتفية مع برنامج «مانشيت» على قناة «أون تى فى» أمس الأول الاثنين.
وبالرغم من نفى شيوخ السلفية للأمر إلا أن ذلك لم ينجح فى إيقاف الجدل، وتطمين السيدات القبطيات وغير المحجبات التى تباينت ردود أفعالهن، فبينما قرر عدد كبير منهن عدم الخروج من بيوتهن يوم أمس، أعلنت الكثير من الفتيات غير المحجبات سواء القبطيات أو المسلمات على مواقع التواصل الاجتماعى تحديهن لهذه الدعوات وخروجهن للشارع كما اعتدن من ملابس.
وقال يوسف سيدهم، رئيس تحرير جريدة وطنى، إن الأمر يأتى فى سياق أن كل قوى سياسية تريد اختبار تأثيرها على الشارع وعلى السلطة، وقياس مدى الفزع لمعرفة حجم تأثيرها.
من ناحيته قال سيدهم أن حالة القلق، التى سادت بسبب هذه المعلومات غير الموثقة مرجعها إلى أن «الناس شايفة السلطة حاطة إيدها فى الميه الباردة، وتتبع أسلوب رد الفعل وليس الفعل»، ولفت سيدهم إلى أنه فى ظل النظام السابق كانت أجهزة الأمن تقوم بتتبع مثل هذه الدعوات على المواقع الإلكترونية لمعاقبة من يريدون إثارة الفزع فى المجتمع.
فى المقابل اعتبر المفكر الإسلامى محمد سليم العوا خلال حواره مع «برنامج 90 دقيقة» أمس الأول أن هذه الادعاءات، التى نسبت للسلفية كاذبة والهدف منها إيقاع الفتنة فى الوطن بين المسلمات المحجبات والمسلمات غير المحجبات.
وقال حسام تمام، الباحث المتخصص فى شئون الحركات الإسلامية: «هناك صعوبة فى تقييم مدى جدية هذا التهديد، واعتبارها شيئا حقيقيا من عدمه. ليس لدينا تنظميات هيكلية سلفية».
وأكد تمام أن مجمل التيار السلفى سلمى غير عنيف، لكن مسألة الحسبة ومحاولة تغيير المنكر باليد واردة وستتعاظم مع انكشاف الدولة وعدم وجود سلطة واضحة للقانون، وسنكون معرضين لأكثر من حالة هكذا وفى نفس الوقت سنكون إزاء تيارات تضخم من هذا.
واختتم: «ينبغى الاسراع بادماج السلفيين فى النقاش الاجتماعى والسياسى وعدم اقصائهم، لأن هذا هو المدخل الوحيد لتعديل أفكارهم واستيعابهم داخل الحياة العامة دون أن تتكرر أزمة الثمانينيات، مع الجامعات الإسلامية التى سعت لتغيير المنكر باليد».