ماهي العين الكسولة ....د. وردة: فحص العين في الأشهر الأولى هام جداً لتجنب أمراض نادرة
رالعديد من المشكلات الصحية التي يتعرض لها الطفل تقلق الوالدين ويصعب تفسيرها دون الاستعانة بطبيب اختصاصي لمعرفة أسباب هذه المشكلات وطرق معالجتها أو تجنبها.
ومن هذه المشكلات مايسمى/ العين الكسولة/ أو الكسل في العين لدى الطفل وهي من الحالات المرضية التي لاتدرك بسهولة.
فما هي العين الكسولة؟ وما آلية حدوث الكسل في العين؟ وكيف نجنب طفلنا خسارة الرؤية الطبيعية في إحدى عينيه؟
تطور الرؤية
الدكتور ابراهيم فاضل وردة الاختصاصي بطب وجراحة العيون
أجاب عن هذه التساؤلات جميعها موضحاً حالات تطور الرؤية وآلية حدوث الكسل في العين والأسباب, يقول:
ـ تتطور الرؤية عند الإنسان في سنواته الأولى مع تطور جهازه الحسي العصبي, والرؤية تعني قدرة الإنسان على تمييز وإدراك وفهم الأشياء التي يراها بواسطة الجهاز البصري, وتشّبه العين بكاميرا وظيفتها نقل الصورة إلى الدماغ الذي يقوم بتفسيرها وفهمها وفق آلية معقدة.
ولتقريب فهم فكرة تطور الرؤية وآلية حدوث ضعف الرؤية في إحدى العينين, سنحاول تشبيهها بتعلم وفهم اللغة التي نسمعها بالأذن ونفهمها بدماغنا, فحرمان أي طفل /عندما يتكلم الوالدان اللغة العربية/ من سماع لغة أخرى يعني أنه سيحتاج إلى تدريب طويل بعدها ليتعلم هذه اللغة, ولو سمعنا أجنبياً يتكلم فإننا نسمع نطقاً لحروف وعبارات لانفهم منها شيئاً, أي أننا لن نفهم لغته لعدم تعلمنا إياها في الطفولة, في حين أننا لانفكر بطريقة استخدام اللغة العربية ( اللغة الأم) عندما نتكلم.
وعندما تحرم عين الطفل من الرؤية لسبب ما, تتطور حالة مشابهة نسميها العين الكسولة, أي عدم القدرة على تفسير وفهم ماتراه هذه العين, إذ لايستطيع الدماغ أن يدرك ماترى العين من تفاصيل دقيقة.
فلو أصيبت إحدى العينين بمرض ما أو حالة أدت لتشكل صورة غير واضحة على الشبكية فإن دماغنا سيختار الصورة الواضحة ويهمل الصورة غير الواضحة, وهي الآلية البسيطة لحدوث ضعف الرؤية أو الكسل في العين.
كيف يحدث ذلك؟
يحدث ذلك في حالات عينية كثيرة مثل انكسار العين, مع وجود فارق أو تفاوت في قوة الانكسار بين العينين, أي أن تكون عين طبيعية, صورتها واضحة, وقوة انكسارها قريبة من الصفر, والأخرى مصابة بمد بصر(+4.50 كسيرة)
كسيرة50مثلاً (الأكثر شيوعاً) أو حسر بصر(- 5،00 كسيرة)أو حرج بصرـ استغماتزم ـ صورتها غير واضحة, أو بسبب الحول الذي يحرف محور الرؤية في إحدى العينين باتجاه مخالف للأخرى, إضافة إلى الأمراض التي تصيب الأوساط الشفافة مثل كثافات القرنية أو الساد الولادي أو الزرق الولادي أو انسدال الجفن وحيد الجانب.
ـ وقال محذراً: جنبوا طفلكم العين الكسولة وضعف الرؤية في إحدى عينيه بواسطة الكشف والعلاج في مرحلة مبكرة بين 6 أشهر و4 سنوات من العمر.
والتعاون بين الطبيب والأهل هو العامل الأهم في نجاح علاج الطفل, والحق يقال إن هناك من يعتقد أن علاج الطفل وشفاءه يتم عن طريق استخدام النظارات أو القطرة أو العلاج ولمرة واحدة!..
في حين يحتاج هؤلاء الأطفال إلى سنوات من العلاج الذي يقوم به الأهل المثابرون والمهتمون بأطفالهم وهو مانسميه أحياناً بالمدرسة البصرية لمعالجة وتصحيح عيوب الرؤية.
والحكمة تقول: لاتؤجل عمل اليوم إلى الغد, ونحن بدورنا نقول في سياق توعية الوالدين طبياً:
لاتؤجل فحص عيني طفلك حتى يكبر, بل إن ذلك لابد أن يكون في أبكر وقت ممكن ليتجنب الطفل المصاب مأساة تبقى مرافقة له مدى العمر.
ـ وأكد قائلاً الإمكانية متاحة لعلاج وشفاء معظم الحالات فيما لو تم كشفها في السنين الأولى من العمر, إذ يتطور كسل العين عادة خلال السنوات السبع الأولى من العمر جراء أي سبب يضعف الرؤية , ونادراً مايحدث بعد السنة التاسعة, ويصعب العلاج كلما طال زمن الحرمان من الرؤية, وأسابيع قليلة من الحرمان تكفي لحدوث الكسل, وبضعة اشهر من العلاج المبكر تكفي لاستعادة الرؤية الطبيعية في حين أن سنوات العلاج في عمر متأخر لن تفيد في تحسين الرؤية.
الكسل في المعالجة
ـ ويقول الدكتور وردة: حالة العين الكسولة من أكثر الحالات التي تقلقني وتثير مشاعر الألم لديّ في ممارستي الطبية, لأنني دائماً ما أسأل نفسي وأسأل الوالدين: ماذا لو فحصنا طفلتنا أو طفلنا في سنته الأولى؟ فربما كان لدى هذا الطفل مرض سيؤدي به لحدوث كسل في العين؟ وكيف سيعالج؟
لاشك أن الفحص في الأشهر الأولى هام جداً لكشف أمراض نادرة تصيب الطفل, وبين عمر السنة والسنتين يعتبر الفحص هاماً أيضاً لكشف أسواء الانكسار الخطيرة التي تسبب الكسل الوظيفي, وبين 2ـ6 سنوات لعلاج حالات الحول, والفحص قبل دخول الطفل المدرسة لعلاج أسواء الانكسار البسيطة التي قد تؤدي إلى حدوث الصداع وإلى حركات عين غير مألوفة, أو عدم قدرة الطفل على الرؤية جيداً والتركيز أثناء القراءة.
