تجاهلت مصر طلبا ليبيا لتزويدها بالسلاح ومعارضة فرض حظر جوي عليها، وهو التوجه العربي والدولي العام، فيما ينتظر أن تتخذ الجامعة العربية قرارا بهذا الصدد خلال اجتماع طارئ سيعقد بعد ظهر غد السبت، بعد أن اتخذ وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي هذا الموقف.
وفيما أعلن عمرو موسي الأمين العام للجامعة في وقت لاحق أنه دعا إلي هذا الاجتماع، كشف عن أنه سيبحث في فرض حظر جوي علي الطيران الليبي لحماية المدنيين، والثائرين ضد هذا النظام من القصف.
ولفت موسي إلي أن هذا الإجراء "الحظر الجوي علي الطيران الليبي" سيتخذ بالتنسيق بين الجامعة العربية وكل من الاتحاد الإفريقي ومجلس الأمن الدولي.
وكشفت مصادر رفيعة المستوي بالقاهرة لـ "بوابة الأهرام" عن أن السلطات المصرية رفضت طلبا ليبيا لتزويد الجيش الليبي بالسلاح الذي يحتاج إليه، كما رفضت القاهرة الامتناع عن دعم توجه عربي دولي لفرض الحظر الجوي علي ليبيا.
واعتبرت المصادر أن نظام القذافي سعي للمساومة والابتزاز بورقة العمالة المصرية لديه، حيث يوجد في ليبيا أكثر من مليون عامل مصري، خاصة بعد أن أغلق الحدود ومنع مغادرتهم.
وأكدت أن مصر لا يمكن أن تتخذ موقفا ضد إرادة الشعب الليبي الشقيق أو تساوم علي دماء شهدائه، وضحايا هذا النظام، في ظل استمرار القصف الجوي والجرائم التي يرتكبها نظام القذافي ضد خصومه من المدنيين الأبرياء الرافضين لسياساته، والساعين إلي التغيير.
يشار إلي أن الاجتماع الوزاري العربي الطارئ، الذي عقد الأربعاء 2 مارس أصدر قرارا ببحث فرض الحظر الجوي ضد الطيران الليبي، وأن يتم هذا الإجراء بالتعاون بين الجامعة والاتحاد الإفريقي.
علي صعيد متصل، قال مصدر دبلوماسى ليبي في القاهرة إن اللواء عبد الرحمن الصيد الزاوي، مسئول الإمداد والتموين بالجيش الليبي والذي زار القاهرة مبعوثا من القذافي، غادر العاصمة المصرية فى تمام الساعة الرابعة من بعد ظهر الخميس بشكل مفاجئ عائدا إلى بلاده، بعد فشل مهمته، ودون أن يجتمع مع المشير حسين طنطاوي، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة.
مشيرا إلى أنه التقى بعض مسئولي المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية وليس رئيسه المشير طنطاوي.
وقال المصدر: لقد سلم رسالة خطية في ظرف مغلق، وغادر برفقة على ماريا السفير الليبي بالقاهرة على الفور، ويبدو أن مهمته لم يكتب لها النجاح وأن القاهرة تجاهلتها تماما.